خبر..
أصدرت ولاية لويزيانا الأمريكيّة قانوناً جديداً يجبر المحكومين بجرائم اعتداء جنسيّ على التّصريح بها وذكرها على حساباتهم في مواقع الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
وجاء في نصّ القانون: "على الشخص المحكوم بقضايا اعتداءات جنسيّة، أن يذكر الجريمة المرتكبة والحكم الّذي صدر بحقّه، إضافةً إلى موقع حدوث الاعتداء وعنوان سكنه.
أشارت السّلطات في الولاية إلى أنّ القانون الجديد سيدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الأوّل من آب/ أغسطس المقبل، والّذي يجبر أيّ محكوم باعتداءات مثل التحرّش الجنسيّ، واغتصاب نساء أو أطفال، أن يذكر ذلك ضمن المعلومات الشخصيّة الموجودة على صفحته الخاصّة.
وقال ممثل الولاية، جيف تومسون، في تصريح لـCNN : "القانون الجديد يمنح الفرصة لمعرفة حقيقة من يتعامل معه أطفالنا وأحفادنا من خلال شبكات التّواصل الاجتماعيّ".
وأضاف تومسون: "آمل أن تقتفي الولايات الأمريكيّة الأخرى أثر ولاية لويزيانا بتطبيق هذا القانون".
وتعليق..
تعدّ جرائم الاعتداء الجنسي المرتكبة ضدّ الأطفال والنّساء فعلاً غير أخلاقيّ، وعملاً محرّماً شرعاً وقانوناً، ولا يقبل بها عقل ولا يقرّها دين، ويستحقّ مرتكبها العقاب الدّنيويّ والأخرويّ معاً.
أمّا العقاب في الدّنيا، ووفقًا للشّريعة الإسلاميّة، فيرى سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، أنّ إقامة الحدّ على الزّاني أو السّارق أو أيّ حدّ كان، موكول أمره إلى الحاكم الشّرعيّ، فلا يجوز إقامته من دون إذنه، فإن رأى الحاكم عدم إمكان إجراء الحدّ في مكانٍ ما أو في زمانٍ ما، فله تأخيره لعدم القدرة على إقامته...[فكر وثقافة، المسائل الفقهيّة، العدد 577].
أمّا من النّاحية القانونيّة المدنيّة، فإنّ القانون له أحكامه وعقوباته.
أمّا التّشهير، فما ورد شرعاً، هو أنّه في مورد إقامة بعض الحدود، هناك إشهاد للناس لكي تحصل العبرة والارتداع عن الحرام: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}[النّور: 2].
لكن هذا غير مسألة التّشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ..
نعم، إن كان هناك مصلحة في التّحذير من مرتكب الفواحش والمصرّ عليها، وذلك لحماية النّاس منه، ولا سيّما الأطفال، فيجوز ذلك.
[المكتب الشّرعي التّابع لمؤسّسة العلامة المرجع فضل الله(رض)].