خبر..
ما زالت معارضة حظر الحجاب في الأماكن العامّة في تركيا مستمرّة، فقد تم جمع 12 مليون توقيع على عريضة تطالب الحكومة التركيّة بالرّجوع عن حظر الحجاب.
وفي العاشر من يناير/ كانون الثّاني الماضي، تم إطلاق حملة وطنيّة لدعم مقترح يطالب بوضع نهايةٍ لحظر الحجاب في الأماكن العامّة. وفي الوقت نفسه، تم تنظيم عدّة تظاهرات في أنحاء البلاد والقيام بعصيان مدني، ويأمل المنظّمون الضّغط على حكومة أردوغان لإلغاء قانون حظر الحجاب.
وحظر الحجاب في الأماكن العامّة هو موضع جدلٍ لدى الشّعب التّركي، الّذي يرى أنّه قيد على ممارسة الشّعائر الدينيَّة في بلدٍ ذات غالبيَّة إسلاميَّة، وقد أعلن أردوغان مؤخّراً، أنَّ تركيا ستسمح بالحجاب في المدارس. وفي العام 2010، سمح المجلس الأعلى للتّعليم بارتداء الحجاب في الجامعات.
يُذكر أنَّ "أتاتورك" منع الحجاب في العام 1925 بعد إسقاط الخلافة الإسلاميَّة.
وتعليق..
الحجاب فرض واجب فرضه الله تعالى على المرأة المسلمة، حفظاً لعفّتها وطهارتها وكرامتها، ودلّت عليه الآيات الكريمة، قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}[الأحزاب: 59].
يعتبر المراقبون أنه على الدّول الّتي تدّعي أنّها مرتع للحرّيات والحقوق المتساوية للمواطنين، عدم التّضييق على المحجّبات، لأنّ ارتداء الحجاب أو عدمه، لا يضرّ بالأمن أو النّظام العام أو الصحّة العامّة أو الأخلاق السّائدة في المجتمع، بل يبقى في إطار الحريَّة الدينيّة الشخصيَّة.
وفي هذا الصّدد، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "الضّغط على المحجّبات يعدّ تدخّلاً في الحريّات الدّينيّة للفرد، واضطهاداً إنسانيّاً له، ويعتبر منعه مصادرةً لحريّة المرأة المسلمة على صعيد المدارس أو المجتمع أو الدّوائر العامَّة، ولوناً من ألوان الاضطهاد، وقمعاً لحريّة المرأة، علاوةً على أنَّه يمثّل إساءةً لإرادتها واختيارها في أن تمارس ما تعتقده فريضةً دينيَّةً يلزمها الله بها، ما دام ذلك لا يسيء إليها وإلى الواقع، ولا يمنعها من أن تدخل المجتمع، وأن تقوم بالمبادرات وكلّ الواجبات الاجتماعيَّة. [رسالة وجّهها إلى الرّئيس الفرنسيّ جاك شيراك، بتاريخ: 20، 12، 2003م].