خبر..
طالبت المنظّمات الإسلاميّة في بروكسل - عاصمة الاتحاد الأوروبي - الهيئات الفقهيّة في الدّول الإسلاميّة، بإصدار فتوى حول ما أعلنه الاتحاد الأوروبي عن السّماح باستخدام بروتينات من مخلّفات الخنازير في تغذية الأسماك.
ونقلت صحيفة الشّرق الأوسط قول نور الدين الطّويل، رئيس المجمع العام للهيئة التنفيذيّة لمسلمي بلجيكا: "إنّ الأمر جديد ويحتاج إلى فتوى من الهيئات العلميّة والفقهيّة حول هذا الأمر، وهل يجوز لأبناء الجاليات الإسلاميّة في أوروبّا أكل الأسماك بعد تغذيتها بالخبائث؟".
ودعا الطّويل إلى ضرورة تجميع المسلمين في كلّ أنحاء أوروبّا "لكي نواجه هذه المسألة، كما أنّ الأمر يستوجب التنسيق بين المنظّمات والهيئات الإسلاميّة في أوروبّا، وبعدها تطالب بلقاءات مع كبار السياسيّين والبرلمانيّين للتباحث معهم حول هذا الأمر".
وتأتي دعوات مسلمي أوروبّا، بعدما أعلن فريدريك فانسان، النّاطق الرسمي لشؤون الصّحة في المفوضيّة الأوروبيّة، أنه وفقاّ للقواعد الجديدة التي أقرّها الاتحاد، سيتمّ السّماح باستخدام البروتينات المستخلصة من مخلّفات الخنازير والدّجاج والحيوانات الأخرى في تغذية الأسماك، اعتباراً من يونيو (حزيران) القادم.
وأوضح فانسان أنّ استخدام "البروتينات الحيوانية" لتغذية الأسماك بسبب تناقص إنتاج الأسماك نتيجة لتغذية السّمك بالسّمك.
ويقطن بلجيكا التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة، حوالى مليون مسلم، وكانت من أوائل الدّول الأوروبيّة الّتي اعترفت بالإسلام في سبعينات القرن الماضي.
وتعليق..
هذه المسألة تحتاج إلى إبراز الرّأي الفقهيّ الّذي يعالجها، نظراً إلى حساسيّتها ودقّتها، وخصوصا أنها تتعلّق بما يتناوله الإنسان المسلم الملتزم من مأكولات تحتاج إلى رأي الشّرع فيها لجهة الحليّة أو الحرمة، كما إنّ نشر التّوعية والثّقافة الإسلاميّة حول الموضوعات الّتي ترتبط بحياة المسلمين بكلّ تفاصيلها، أمر ملحّ وضروريّ من قبل المبلّغين العاملين، وخصوصاً في تواصلهم وخطابهم وتوعيتهم للأجيال الّتي تقيم في البلاد غير الإسلاميّة.
وفيما يتعلّق بالمسألة المطروحة، أفادت الهيئة الشرعيّة في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) بما يلي:
لا نرى حرمة تناول تلك الأسماك، وذلك لأنّ التحريم ورد في الحيوان الّذي يتغذّى على العذرة (فضلات الإنسان)، أمّا الحيوان المحلّل، فلا يحرم إذا أكل شيئاً من الأعيان المحرّمة أو النّجسة غير العذرة، وخصوصاً أنّ الّذي يأكله من النّجس قد تحوّل إلى شيء آخر (الاستحالة)، فصار طاهراً، ولا مشكلة في تناولها، شرط أن لا يكون هناك ضرر على الإنسان في ذلك، وهذا ما يُرجع فيه إلى أهل الخبرة، أو يثبته الواقع الخارجيّ من تضرّر الإنسان عند تناوله مثل هذه الأسماك.