خبر..
غرَّدت أستراليّة على موقع "تويتر" قائلةً: ذهب النّائب الهولّنديّ خيرت فيلدرز إلى أستراليا ليحذّرها من خطر الإسلام، وليقول "إنّ أستراليا أصبحت مكتظّة وأوقفوا استقبال المسلمين، فأضحك الجميع، حتّى الحيوان الكانغارو ضحك من جملته هذه".
يأتي ذلك عقب جولة قام بها فيلدرز على المدن الأستراليّة بدأها بمدينة "ملبورن"، وجاءت محبطةً لآمال صاحبها، فقد اختار لإلقاء خطابه موقعاً خارج مدينة ملبورن، لأنّه قيل له إنّه غير مرحّب به في قاعة في وسط المدينة، ولم تكن السّلطات الأستراليّة متحمّسةً كثيراً لاستقباله، فقد اعتبر وزير الهجرة الأسترالي أنّ فيلدرز متطرّف جدّاً، وأنّ زيارته لأستراليا قد تؤدّي إلى مواجهات بين مسلمين وغير مسلمين.
كما وسخر العديد من المغرّدين الهولنديّين من هذه الزّيارة وما رافقها، وأعربوا عن استيائهم منها، وخصوصاً أنّ تكاليف الزّيارة ليست على حسابه الخاصّ، بل من جيوب المواطنين الهولنديّين، هذا ودافع البعض عن فيلدرز وجولته، مشدّدين على خطر الإسلام في العالم.
وتعليق..
إنّ الخطابات والمواقف المتطرّفة ضدّ الإسلام لتشويه صورته لا تجدي نفعاً، لأنّ الإسلام بعيد كلّ البعد في أصالة مفاهيمه وقيمه عن التطرّف والعدوانيّة، فهو دين السّلام والتّسامح، ويدعو كلّ النّاس إلى التّعارف والتّواصل، والمشاركة في بناء المجتمع الإنساني، ونبذ العنف والتسلّط الاجتماعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ، ومن يتعرّف حقيقة الإسلام، يعِ كلّ هذه الحقائق، وخصوصاً أنَّ الإسلام يعتمد لغة الحوار والانفتاح على الآخر.
وفي هذا الصّدد، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): إنّ الإسلام انطلق في حركته الثقافيّة، وفي دعوته الآخر إلى الإيمان بفكره، من قاعدة الحوار الّتي ترتكز على طرح الفكرة الإسلاميّة بكلّ تفاصيلها، والاستماع إلى فكر الآخر على أساس الجدال بالّتي هي أحسن، ما يفتح العقل على عناصر الفكر المتنوّع للوصول إلى النّتائج الإيجابيّة الحاسمة، الأمر الّذي يجعل الحوار مع الآخر ضرورة إسلاميّة ثقافيّة في حركة الدّعوة في الانفتاح على الآخر للوصول معه إلى مواقع اللّقاء... إنّنا نعتقد أنّ علينا الانفتاح بالحوار من خلال الحوار بين الدّيانات، أو بين الدّين والعلمانيّة، لأنّ السّاحة لا تضيق بموضع خاصّ، بل تتّسع لكلّ المواقع، وربما يساعد الحوار في جانب على الحوار في جانب آخر..[من مقابلة لسماحته مع مجلة الشروق الإماراتية عام 2004].