خبر..
رفض عددٌ ممن صلّوا على جنازة طفل "لقيط"، في أحد مساجد محافظة العُلا، شمال غربي المملكة العربيَّة السعوديَّة، المشاركة في حمله ودفنه، بعد أن تساءلوا عن صحَّة الصَّلاة عليه، وولّوا مُدبرين، وتركوه خلفهم في المسجد.
ونقلت صحيفة "سبق" السعوديَّة تفاصيل الحادثة الّتي أثارت الاستغراب، إذ إنَّ المصلين كانوا قد صلّوا على جنازتين؛ إحداهما لرجل، والأخرى لطفل، وفور انتهائهم من الصَّلاة، بدأت التّساؤلات في المسجد، بعدما علموا أنَّ الجنازة الثّانية تعود إلى طفل وُلد بالحرام (لقيط)، وتساءلوا عن صحّة صلاتهم من عدمها، لينتهي الحال بإدبارهم عن حمل طفلٍ، لا ذنب له فيما جرى.
وقال أحد شهود عيان، إنَّ "الموقف المؤلم من قُلوب مُسلمة، كانت قد خرجت من المسجد، وخلفها جنازة طفل ينتظر إحسان من يُكرمه بالدّفن، ما دفع أحد المواطنين، وهو موظّف يعمل في بلديّة العُلا، إلى حمله، وكسب أجر دفنه".
وتعليق..
شدَّد الإسلام على حرمة الزّنا، واعتبره من أكبر الكبائر وأقبح الفواحش، وتواترت الآيات والأحاديث الشّريفة الّتي تنهى عن هذا العمل القبيح، وتبيّن ما يلقاه صاحبه من العقوبة والخزي في الدّنيا والآخرة. قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}[الإسراء: 32].
وعن الإمام الرّضا(ع): "حُرّم الزّنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد".
وفي المقابل، ركَّزت الشَّريعة الإسلاميَّة على أهميَّة الزواج كوسيلة لتحصين الفروج وصون الأعراض وحفظ الأنساب.
ورغم موقف الإسلام من جريمة الزّنا وقبح فعلها وعظيم جنايتها، إلا أنّ الأطفال المتولّدين منه هم ضحايا وليسوا جناة، فلا يجرّمون بذنوب اقترفها الكبار، وعلينا كمسلمين في حال وفاتهم، المسارعة إلى تجهيزهم ودفنهم، قال تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى}[الأنعام: 164].
وعن حكم اللّقيط في الإسلام، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): يحكم بإسلامه إن كان لقيط بلد إسلاميّ.. وابن الزّنا كغيره في استحقاق الثّواب والعقاب، وكغيره من المسلمين في الحقوق والواجبات، عدا ميراثه من أبويه وتصدّيه لبعض المناصب الدّينيّة.[مسائل فقهية/ معاملات، ص 463].
وفي موضع آخر، يقول سماحته: كلّ إنسان يحاسب على عمله؛ فإن كان خيراً دخل الجنة، وإن كان شرّاً دخل النار، وابن الزنا كغيره من الناس من هذه الناحية. قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إلاّ عَلَيْهاوَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهْ تَخْتَلِفُونَ}[الأنعام: 164].[استفتاء].