الخبر ...
أوردت جريدة "اللّواء الأردنيَّة" في عددها الصَّادر ليوم 18 أكتوبر ـ تشرين الأوّل 2011م، الموافق 21 ذو القعدة 1432هـ، خبراً عن ازدياد المؤسَّسات التبشيريَّة في الدّول الإسلاميَّة، فبحسب الصّحيفة، أشارت إحصائيّات معهد جوردن ـ كنويل اللاهوتي لدراسة الأديان، إلى أنَّ عدد الجماعات التَّنصيريَّة العاملة في الدّول الإسلاميَّة، ما بين عامي 1982م و2011م، قد وصل إلى الضِّعْف تقريباً، فبعدما كان عددها نحو 15 ألف منظَّمة، وصلت إلى أكثر من 27 ألف منظَّمة إلى الآن، وأوضح المعهد أنَّ صناعة الخيام هو المصطلح الّذي أطلقه المبشّرون على حالهم وظروفهم، ويعني هذا عندهم التخفّي واتّباع الوسائل غير المباشرة لتنصير المسلمين، وذلك لأنَّ وجودهم مرفوض بصفتهم الدينيّة، باعتبار أنّ غالبيّة الدّول الإسلاميّة ترفض إعطاء تصريح للدّخول إليها تحت مسمّى عامل ديني، وفي ظلّ هذا التخفّي، يمارس المبشّرون مهمّتهم في تنصير المسلمين، في مقابل إمدادهم بالغذاء والدواء، وخصوصاً في المناطق المنكوبة، والتي تقع تحت الاحتلال، مثل العراق وأفغانستان، أو الّتي تعاني من الجفاف والفقر والمجاعة مثل الصّومال..
التعليق...
وفي تعليقه على هذا الموضوع، كان سماحة الفقيه المجدِّد السيّد فضل الله(رض)، يعتقد أنَّ المشكلة الّتي تضغط على الواقع العالميّ حاليّاً ليست مشكلة التّبشير المسيحيّ أو الدّعوة الإسلاميّة، ليجري الحديث حول كيفيّة تأمين مساحات من الحريَّة لحركة التَّبشير المسيحيّ في العالم الإسلاميّ، وكيف نفسح في المجال لحركة الدَّعوة الإسلاميَّة لتأخذ حرّيّتها الزّمانيّة والمكانيّة في العالم المسيحي، وفي الغرب على وجه الخصوص، بل إنّ المشكلة، في رأيه، تتمثّل في حركة الاستكبار العالمي الّذي يمارس أبشع عمليّة اضطهاد للمسلمين وللشّعوب العربيّة، ولا يستثني في ظلمه المسيحيّين وكلّ من يقف حجر عثرة في مشاريعه. ويضيف أنّه قبل الحديث عن التّبشير، فإنّ الأولويّة تتمثّل في السعي لتهيئة بيئة روحيّة أخلاقيّة عالميّة ضدّ كلّ الممارسات الظّالمة والعدوانيّة التي تفرض على الشعوب، وأن تكون المحبّة والحريّة هما القيمتين الأخلاقيتين الرّوحيتين اللّتين لا بدَّ من أن تحكما علاقة المسيحيّين بالمسلمين وبالعكس..
ويؤكّد سماحته(رض) أنّ التّبشير الدّينيّ عموماً، لا بدّ من أن يتحرّك في الخطّ الثقافيّ الّذي يستنطق العقل ويؤكّد الحجّة والبرهان، على قاعدة احترام الإنسان، من خلال الدّخول إلى عقله لتكوين قناعاته، وليس العمل على استغلال نقاط الضّعف الإنساني، الاقتصاديّة منها أو الثقافيّة أو ما إلى ذلك.
ويدعو سماحته(رض) المسلمين إلى تحصين واقعهم بالوعي والفكر المستند إلى القرآن الكريم، وأن يتحمّل هذه المسؤوليّة كلّ دعاة الإسلام ومرجعيّاته، بما يؤكّد منهج الإسلام في الجدال بالّتي هي أحسن، وذلك من أجل مواجهة التحدّيات الكبرى التي تعصف بواقعنا الإسلاميّ على مختلف الصّعد...