[يطلب الأهل أحياناً من الطَّبيب أن لا يصارح المريض بحالته، فما الرّأي الإسلاميّ في ذلك؟]
من حيث المبدأ، ومن ناحية أخلاقيَّة، لا يحرم على الطّبيب أن يصارح المريض بمرضه بطريقة معقولة إنسانيّة، تلمّح له ولا تصرّح، لأنّها لو صرّحت فإنّها تغلق عليه أبواب الأمل. من ناحية المبدأ، ليست هناك مشكلة، لكنَّ هناك مشكلة تتّصل بالحرفيّة التعاقديّة، فهذا المريض جاء به أهله، وتعاقدوا مع الطّبيب، أو مع المستشفى الّذي يعمل فيه الطّبيب، وفرضوا شروطهم(1) "والمؤمنون عند شروطهم". فالقضيّة قد يكون فيها تحفُّظ من الناحية التعاقديّة، لا من النّاحية الأخلاقيّة. ولذلك نقول إنّه يجوز، بل قد يحسن ويرجّح، بل قد يجب في بعض الحالات، أن نخرج المريض من الأمل الكاذب، لأنّه قد يفوِّت على نفسه وعلى النّاس أشياء كثيرة من خلال ذلك، وفيما يعيشه، أو فيما يستقبل به ربّه.
إذاً، من ناحية أخلاقيّة وشرعيّة ليس محرَّماً ذلك، إلّا إذا كان إخباره يؤدّي إلى التّعجيل في وفاته، فمن الطّبيعيّ أنّ هذا سيكون عمليّة استعجال لموته، ولو بشكلٍ غير مباشر، وفي غير هذه الحالة لا مشكلة.. وبالنّسبة إلى الأهل، فالقضيّة تخضع للمسألة التعاقديّة(2)، وللشّروط في هذا المجال.
*من كتاب "للإنسان والحياة".