خبر..
يعتقد العلماء أنّه بعد 30 سنة، ستنتشر كثيراً تكنولوجيا حمل الأجنّة خارج جسم المرأة. وقد بدأ العمل في تطوير هذه التكنولوجيا في العام 2011، حيث تضمّنت التجارب التي أجريت سابقاً، إنماء أجنة الفئران في رحم اصطناعيّ، متصل بماكينات تقوم مقام المشيمة.
ويرى أصحاب هذا المشروع، أنَّ مشروعهم سوف يقلّص عدد الأطفال الموتى، لإمكانيّة متابعة نموّ الجنين بسهولة، وملاحظة التغيرات التي تحصل، ما يعني سهولة التدخّل لإنقاذ حياته مباشرة.
ويقول البعض إنَّ فقدان المرأة لوظيفة الأمومة، سيؤدّي إلى تغير الأدوار الاجتماعية، فيما يعتبر البعض الآخر، أنَّ مشروع إنماء الأطفال خارج رحم المرأة، يحطّم العلاقة بين الأمّ والطفل.
وذكر أصحاب المشروع، أنّ مشروعهم سيساعد النساء اللّواتي يعانين من العقم لأسباب فيزيولوجيّة مختلفة، على الحصول على الأطفال، وسيسمح للمثليّين بأن يكون لديهم أطفال، إضافةً إلى الاستغناء عن فترة الولادة لدى النّساء، وسيقلّل من الوفيات التي تحدث في أثناء الولادة.
وتعليق..
تطالعنا التقنيّات الحديثة في مجال العلوم الطبيّة كلّ يوم بجديد، ففي مسألة التلقيح الصناعيّ، أصبحت مشكلة العقم أقلّ حدّة من قبل، وبالتالي، تراجع هذا الهاجس الذي يقلق الرجال والنساء على حدّ سواء .
ومع تعدّد الطرق المتّبعة اليوم ومستقبلاً في التلقيح الاصطناعيّ، ونظراً إلى حساسية المسألة، وما يترتّب عليها من آثار شرعيّة وضوابط دينيّة وأخلاقيّة، لا بدّ لطرفي العلاقة من الالتزام بها، تجنّباً للشّبهات، ومنعاً من اختلاط النطف، كان لا بدَّ من أن نطلّ على الرأي الشرعي فيما يخص هذه المسألة.
وقد قال سماحة الشّيخ حسين عبد الله، عضو المكتب الشّرعي في مؤسَّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "الموقف الشرعي من هذه القضيَّة، هو جواز اتخاذ الرحم الاصطناعيّ، بشرط أن يتمّ التلقيح بين الزوجين الشرعيين، فما ذكر من كون إحدى الفوائد هي إنجاب المثليّين، فهذا حرام.
وعندما نلتزم بضوابط الشرع في عدم حصول إنجاب إلا من زواج، فعندئذٍ تصبح الفوائد المترتبة على هذا الأمر فوائد مشروعة؛ من تلافي الأعراض التي تعرض للحمل الطّبيعيّ، إلى تقليص عدد الأطفال الموتى، كما يذكر التقرير، ومتابعة نموّ الجنين للتدخل لإنقاذ حياته، وحل مشكلة العقم لأسباب فيزيولوجية.
وأما ما فيه من سلبية تحطيم العلاقة بين الأم والطفل، فعندما نريد أن نعالج مشكلة عدم الإنجاب، أو ما يعرف من أعراض تؤدّي إلى الوفاة ونحو ذلك، فمن الطبيعي أن يكون هناك خسارة في جانب، لصالح حلّ مشكلة من جانب آخر، مع أنه تبقى علاقة الإرضاع والحضانة والتربية متوافرة للأم".