خبر..
أصبح اسم محمّد اسماً رجاليّاً يتمتّع بأوسع شعبية في العاصمة النرويجية أوسلو، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذه العاصمة الإسكندنافية الأوروبية. وأضحى هذا الاسم واسع الانتشار في أوروبا عموماً
بناءً على المعطيات الإحصائية، فإن 4,8 ألف من شباب هذه المدينة، يحملون اسم الرسول محمد، بينما يشغل اسم يان المرتبة الثانية (4,7 ألف)، واسم بيار المرتبة الثالثة (4,1 ألف).
تجدر الإشارة إلى أنّ اسم محمد يتمتع بأوسع شعبية بين أسماء الأطفال في أوسلو خلال السنوات الأربع الأخيرة، مع أنّه ترأّس قائمة الأسماء الرجاليّة في العاصمة النرويجية هذا العام فقط.
ويصدح اسم محمد أكثر من غيره في دور الولادة في إنجلترا وويلز في السنوات الأخيرة، وكذلك في أمستردام ولاهاي وروتردام وبروكسل. أما في ميلان، فيتمتع هذا الاسم بأوسع شعبية، لا بين الأطفال فحسب، بل وبين رجال الأعمال أيضاً. ووفقاً لإحصاءات غرفة التجارة لهذه المدينة، يحمل زهاء 1,6 ألف من رجال الأعمال فيها اسم محمد.[المصدر: قناة روسيا اليوم].
وتعليق..
إنّ قيمة بعض الأسماء، كمحمّد وعيسى وغيرهما من أسماء الأنبياء والرّسل، إنّما هي فيما تحمله من رمزيّة، بحيث إنّها ما أن تُذكَر، حتّى يستحضر الذّهن معها كلّ تاريخ الإيمان والجهاد والرّسالة، ويعيش الوجدان في ظلّ أجواء القيم الروحيّة والأخلاقيّة التي ناضلوا من أجل تكريسها في حياة النّاس، ويبحر العقل في أعماق كلماتهم ومواعظهم التي تبني الوعي وتؤسّس لإنسانيّة موحّدة متكاملة متعاونة على قاعدة التواصل والتعارف والتسامح. هذه الأسماء لها رمزيتها ومداليلها، وارتباطنا الحقيق هو في الارتباط بالرّسالة الإسلاميّة الأصيلة والحضارية الّتي تخاطب العقل والرّوح والشعور، وتحاول تأصيل كلّ ذلك بما ينمّي الإنسان والحياة.
وعن صفات الرّسول(ص) والارتباط الفعليّ به، وفي معرض تفسيره للآية المباركة من سورة الفتح، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):
"{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}، هذه هي الصفة التي يقدّمه الله بها إلى الناس، ولم يقدّمه بصفته العائلية أو النَّسَبية، لأنّ الله لا يريد للناس أن يرتبطوا به من خلال قيمة النسب والعلاقة بالعائلة.. لذا قدّمه بصفته الرساليّة، ليبقى الناس مع شخص الرّسول في خطّ الرسالة، لا مع الشخص ـ الذات في الخطّ الذاتي، ليتفاعلوا مع رسالته، وليمتدّ تفاعلهم بها إلى ما بعد حياته، لأنّ الرسول يبقى برسالته من حيث الدّعوة ومن حيث القدوة، أمَّا الشخص، فإنه يموت بموت الجسد، ويتحوّل إلى مجرّد ذكرى...".[تفسير من وحي القرآن، ج 21، ص 127].