خبر..
اعتبر مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، أنَّ سعي الاحتلال لسنِّ قانون يسمح بكسر إضراب الأسرى الفلسطينيّين بالقوّة، وإجبارهم على تناول الطّعام بغطاء قانوني، هو أمر مخالف لجميع الأعراف والمواثيق والقوانين الدوليّة، وخصوصاً القانون الدّولي الإنساني، كما أنّه جريمة بحقّ الإنسانيّة، تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحقِّ الشَّعب الفلسطينيّ، وبخاصَّة الأسرى في سجونه.
وذكر الخفش أنَّ الاحتلال الصّهيونيّ استغلَّ صمت المجتمع الدّوليّ على جرائمه، ليشرع بسنِّ قوانين مخالفة للقوانين الدوليَّة.
وأضاف: "في حال تمَّ إقرار هذا القانون، فسيكون له انعكاساته الخطيرة على واقع الأسرى المضربين عن الطّعام، أو من سيلتحق بهذه القافلة خلال الفترة القادمة، حيث إنَّ للحركة الأسيرة تجربة مريرة وقاسية مع استخدام هذه السّياسة".
وبيّن الخفش أنَّ اللّجوء إلى إقرار هذا القانون، يُظهر بشكلٍ واضحٍ عجز الاحتلال عن التعامل مع الأسرى المضربين عن الطعام، وفشل سياسة الضَّغط والتّرهيب الّتي يستخدمها بحقّهم، في إحباط إضرابهم عن الطّعام ووقفه، الأمر الَّذي جعل إدارة السّجون في حالة ارتباك واستنفار دائم لمواجهة هذا السّلاح القويّ الَّذي يستخدمه الأسرى، والَّذي حقَّق نتائج إيجابيَّة، وأجبر سلطات الاحتلال الصّهيوني على إطلاق سراح عددٍ من الأسرى، ووقف التّجديد الإداري بحقّهم، بعد أن خاضوا إضراباً عن الطَّعام لعشرات الأيّام.
وتعليق..
إنَّ المعاناة الَّتي يعيشها المعتقلون في السّجون الإسرائيليَّة، وتردّي أوضاعهم، أنتجت تحرّكات للضَّغط على سجّانيهم من أجل إنهاء معاناتهم وتحقيق مطالبهم العادلة والمحقّة، فقد خاضوا معركة الأمعاء الخاوية، وأعدادهم تزداد باستمرار.
وكان سماحة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض) قد تناول قضيّة الأسرى في كثيرٍ من المناسبات والمواقف، فكان سماحته يشدِّد على أنّ هذا التحرّك ـ أي الإضراب ـ أو أيّ تحرّك مماثل، هو ضرورة، حتى لا ينسى النّاس هؤلاء الّذين واجهوا العدوّ من موقع العنفوان والقوّة وردّ التحدّي، فالأسرى هم رموز المرحلة الّتي نعيشها في الواقع العربيّ والإسلاميّ.
وكان سماحته يدعو دائماً إلى رفع الصَّوت عالياً على المستوى العربيّ والإسلاميّ والعالميّ، للتّعريف بقضيّة الأسرى والمعتقلين، والنّفاذ من خلال ذلك إلى الواقع الإعلاميّ الأوروبيّ غير الخاضع للضَّغط الأمريكيّ واليهوديّ في كثير من تجلّياته، إضافةً إلى تشديده الدّائم على أهميّة أن تنطلق تظاهرة إعلاميّة سياسيّة لفضح الممارسات الإسرائيليّة حيال الآلاف من المعتقلين.[كلمة لسماحته خلال استقباله وفداً من هيئة الدّفاع عن الأسرى اللّبنانيين والفلسطينيّين، 12 آب/ أغسطس 2004م].
كما كان سماحته يعتبر دائماً أنَّ هذا الجيل المقاوم الّذي عانى الأسر، هو الّذي يمثِّل نقاط الضَّوء في كلّ هذا الظّلام العربيّ والإسلاميّ الكبير الّذي يحاول أن ينظّر للهزيمة والتّراجع والانبطاح أمام المستكبرين.[حوار لسماحته مع صحيفة الوسط ـ 2004م].