فضل الله في درس التفسير القرآني:
عقليّة المحاصصة والأنانية أوصلت لبنان إلى مرحلة التضخّم
أسف سماحة العلّامة السيّد علي فضل الله في درس التّفسير القرآنيّ من احتلال لبنان المرتبة الثّانية في العالم من ناحية التضخّم، لافتاً إلى أنّنا حذّرنا مراراً وتكراراً من وصول البلد إلى هذا المستوى من الانحدار، بالرّغم من كلّ الإمكانات والقدرات والطّاقات والثّروات التي يملكها.
وأضاف سماحته: مشكلتنا في عقليَّة الفساد والمحاصصة والأنانيَّة التي تتحكَّم بإدارة هذا البلد، والتي أدّت إلى تدميره وإيصاله إلى هذا المنحدر من الانهيار على المستويات كافَّة.
وتوجَّه سماحته إلى هذه الطّبقة التي لا تزال تصمّ آذانها عن كلّ هذه المآسي التي وصلنا إليها، بأن ترحم هذا البلد وترأف بإنسانه، وتخرج من حساباتها الخاصّة والطائفيّة والمناطقيّة إلى رحاب الوطن.
واعتبر سماحته أنَّ عدم حصول تغييرٍ نوعيٍّ في أعداد الإصابات بالكورونا، يعود إلى عدم تجاوب النّاس بشكلٍ تامٍّ مع الإقفال بسبب الضّائقة الاقتصاديّة الصّعبة، وعدم تقديم الدّولة البديل لهم، ولا سيَّما أنَّ هذه الإجراءات أكثر ما تطاول الطّبقة الفقيرة، آملاً أن يصل اللّقاح في أقرب وقت، داعياً الجميع إلى الالتزام بكلّ إجراءات الوقاية والحماية التي تبقى هي الأساس في مواجهة هذا الفيروس.
وحول الضجّة التي أثيرت حول إعادة افتتاح كنيس يهوديّ في بيروت، قال: من الناحية الإسلاميّة، يحقّ لكلّ أتباع ديانة سماويّة أن يكون لهم أماكن للعبادة، ولكن نخشى، ولا سيّما في هذه الظروف التي تعيشها المنطقة، أن تكون هناك أسباب خفيّة وراء هذا الافتتاح، تمهّد لمحاولات التّطبيع التي تشهدها المنطقة. ونحن، ومن منطلقنا الشرعيّ، ومن منطلق القيم والمبادئ التي نحملها، نرفض أيّ تطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، ولا يمكن أن نقبل به أو نقبل بظلم أيّ شعب محتلّة أرضه وهجِّر منها تحت أي مبرّر.